ملف جرائم الحرب واستهداف المدنيين في اليمن ثأر يثقل كاهل السعودية على المستوى الدولي
يمنات
حسين الوادعي
كنوع من “الحل الوسط” البراغماتي يدين البعض غارات طيران التحالف العربي التي تقتل مدنيين، لكنهم في نفس الوقت يحملون الحوثي – صالح مسؤولية أرواح المدنيين المقتولين تحت عذر أنهم المسؤولين عن جر اليمن الى هذه الحرب الطويلة!
و لا أرى هذا إلا نوعا من التهريج الإعلامي لأن التحالف يتحمل المسؤولية الكاملة عن كل مدني تقتله غاراته استنادا إلى القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة التي تحرم “القصف العشوائي” للمدنيين الذي يلحق ضررا بأرواحهم وممتلكاتهم ما دام لا يمكن التفريق بين الأهداف المدنية والعسكرية.
و إذا كان القانون الدولي يحرم تحريما قاطعا “القصف العشوائي” الذي يصيب المدنيين والعسكريين معا، فإن غارات التحالف الأخيرة لا يمكن اعتبارها قصفا عشوائيا بل قصفا متعمدا لأهداف مدنية واضحة.
الغارات الأخيرة للتحالف على سبيل المثال استهدف نصفها على الاقل أهدافا مدنية واضحة: حفار مياه، مصنع طوب، مدارس ومستشفيات، سيارة مسافرين مدنية .. بالإضافة طبعا إلى العادة التي أصبحت أثيرة لدى التحالف: قصف المسعفين وتضخيم عدد الضحايا.
ملف جرائم الحرب واستهداف المدنيين في اليمن ثأر يثقل كاهل السعودية على المستوى الدولي، ولا أتوقع ان يمر وقت طويل قبل ان يبدأ المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات قاسية ضد السعودية بسبب جرائمها في اليمن.
الأسوأ من ذلك أن جرائم التحالف صارت تغطي على جرائم الحوثي صالح بحق المدنيين بعد أن مالت الكفة تجاه التحالف فيما يتعلق بحجم القتلى(60% من القتلى ناتج عن غارات التحالف!)
لاحظت في الأسبوعين الأخيرين أن الإجابة التقليدية التي يقدمها الجانب السعودي لتبرير استهدافه للمدنيين هي: “لا تنسوا أن الحوثيون أيضا يقصفون المدنيين في مواجهاتهم على الحدود السعودية”!!